وأول مَن یبادر لبیعته(علیه السلام) فی المکان الذی یستنصر فیه المسلمین أی مابین الرکن والمقام هم صفوة أنصاره: «فیُبایع ما بین الرکن والمقام ثلاثمائة ونیف، عدّة أهل بدر، فیهم النجباء من أهل مصر والأبدال من أهل الشام والأخیار من أهل العراق»(1)
ویُستفاد من مجموعة من الأحادیث المرویة فی مصادر أهل السنة أن
ظهوره ومبایعته یکون بعد اختلاف بین قبائل الحجاز وأنه یرفض فی البدایة قبول البیعة ویخاطب المبایعین بالقول: «ویحکم! کم عهد قد نقضتموه؟ وکم دم قد سفکتموه؟»(2)، ویبدو أن هذا الرفض یمثل محاولة لإشعار المبایعین بمسؤولیة وتبعات البیعة والمهمة التی هم مقبلون علیها نظیر ما فعله جدّه الإمام علی(علیهما السلام) عند إقبال الناس علی بیعته بعد مقتل عثمان.
ویُستفاد من بعض الأحادیث أن حرکة الموطئة للظهور المهدوی تبعث بالبیعة للمهدی(علیه السلام). وهو فی مکة(3) ثم تجددها بعد ذلک.
وتصرح بعض الأحادیث الشریفة أن أصحابه الخاصین أی الثلاثمائة والثلاثة عشر یجمعون فی مکة وبصورة إعجازیة أو سریعة بوسائل النقل المتطورة لیدرکوا ظهور الإمام ویبایعوه(4)
1) غیبة الطوسی: 284، وعنه فی بحار الأنوار: 52 / 334، واثبات الهداة: 517/3، 518.
2) مستدرک الحاکم: 4 / 503، القول المختصر لابن حجر: 18، برهان المتقی الهندی: 143، عقد الدرر: 109، معجم أحادیث الإمام المهدی(علیه السلام): 449/1.
3) فتن ابن حماد: 83 ـ 84، الحاوی للفتاوی: 2 / 67، البرهان: 118.
4) غیبة النعمانی: 315، اثبات الهداة: 3 / 453.