جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

باب فی ذکر حدیث اللّوح، و انّ الامام الثانی عشر هو الحجّة ابن الحسن العسکری‏

زمان مطالعه: 6 دقیقه

92- سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الْحِمْیَرِیُّ جَمِیعاً، عَنْ أَبِی الْحَسَنِ صَالِحِ بْنِ أَبِی حَمَّادٍ، وَ الْحَسَنِ بْنِ طَرِیفٍ جَمِیعاً: عَنْ بَکْرِ بْنِ صَالِحٍ(1)، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ أَبِی بَصِیرٍ، عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلَامُ، قَالَ: قَالَ أَبِی عَلَیْهِ السَّلَامُ لِجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِیِّ: إِنَّ لِی إِلَیْکَ حَاجَةً، فَمَتَى یَخِفُّ عَلَیْکَ أَنْ أَخْلُوَ بِکَ فَأَسْأَلَکَ عَنْهَا؟

فَقَالَ لَهُ جَابِرٌ: فِی أَیِّ الْأَوْقَاتِ شِئْتَ، فَخَلَّى بِهِ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلَامُ، قَالَ لَهُ: یَا جَابِرُ، أَخْبِرْنِی عَنِ اللَّوْحِ الَّذِی رَأَیْتَهُ فِی یَدَ (یْ) أُمِّی فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ مَا أَخْبَرَتْکَ بِهِ أَنَّهُ فِی ذَلِکَ اللَّوْحِ مَکْتُوباً، فَقَالَ جَابِرٌ: أَشْهَدُ بِاللَّهِ، أَنِّی دَخَلْتُ عَلَى أُمِّکَ فَاطِمَةَ عَلَیْهَا السَّلَامُ فِی حَیَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ أُهَنِّئُهَا بِوِلَادَةِ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلَامُ، فَرَأَیْتُ فِی یَدِهَا لَوْحاً أَخْضَرَ، ظَنَنْتُ أَنَّهُ مِنْ زُمُرُّدٍ، وَ رَأَیْتُ فِیهِ کِتَابَةً بَیْضَاءَ شَبِیهَةً بِنُورِ الشَّمْسِ، فَقُلْتُ لَهَا: بِأَبِی أَنْتِ وَ أُمِّی، یَا بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ مَا هَذَا اللَّوْحُ؟

فَقَالَتْ: هَذَا اللَّوْحُ أَهْدَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَى رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ فِیهِ اسْمُ أَبِی، وَ اسْمُ بَعْلِی، وَ اسْمُ ابْنَیَّ، وَ أَسْمَاءُ الْأَوْصِیَاءِ مِنْ وُلْدِی، فَأَعْطَانِیهِ أَبِی لِیَسُرَّنِی بِذَلِکَ.

قَالَ جَابِرٌ: فَأَعْطَتْنِیهِ أُمُّکَ فَاطِمَةُ عَلَیْهَا السَّلَامُ، فَقَرَأْتُهُ وَ انْتَسَخْتُهُ، فَقَالَ لَهُ أَبِی عَلَیْهِ السَّلَامُ: فَهَلْ لَکَ- یَا جَابِرُ- أَنْ تَعْرِضَهُ عَلَیَّ؟

فَقَالَ: نَعَمْ، فَمَشَى مَعَهُ أَبِی عَلَیْهِ السَّلَامُ، حَتَّى انْتَهَى إِلَى مَنْزِلِ جَابِرٍ فَأَخْرَجَ إِلَى أَبِی صَحِیفَةً مِنْ رَقٍّ، فَقَالَ: یَا جَابِرُ، انْظُرْ أَنْتَ فِی کِتَابِکَ، لِأَقْرَأَهُ أَنَا عَلَیْکَ.

فَنَظَرَ جَابِرٌ فِی نُسْخَتِهِ فَقَرَأَهُ عَلَیْهِ أَبِی عَلَیْهِ السَّلَامُ، فَوَ اللَّهِ مَا خَالَفَ حَرْفٌ حَرْفاً قَالَ جَابِرٌ: فَإِنِّی أَشْهَدُ بِاللَّهِ أَنِّی هَکَذَا رَأَیْتُهُ فِی اللَّوْحِ مَکْتُوباً:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ؛ هَذَا کِتَابٌ مِنَ اللَّهِ الْعَزِیزِ الْحَکِیمِ لِمُحَمَّدٍ نُورِهِ وَ سَفِیرِهِ وَ حِجَابِهِ وَ دَلِیلِهِ، نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِینُ مِنْ عِنْدِ رَبِّ الْعَالَمِینَ عَظِّمْ یَا مُحَمَّدُ أَسْمَائِی، وَ اشْکُرْ نَعْمَائِی، وَ لَا تَجْحَدْ آلَائِی.

إِنِّی أَنَا اللَّهُ، لا إِلهَ إِلَّا أَنَا، قَاصِمُ الْجَبَّارِینَ (وَ مُبِیرُ الْمُتَکَبِّرِینَ) وَ مُذِلُّ الظَّالِمِینَ، وَ دَیَّانُ یَوْمِ الدِّینِ، إِنِّی أَنَا اللَّهُ، لا إِلهَ إِلَّا أَنَا، فَمَنْ رَجَا غَیْرَ فَضْلِی أَوْ خَافَ غَیْرَ عَدْلِی، عَذَّبْتُهُ عَذاباً لا أُعَذِّبُهُ أَحَداً مِنَ الْعالَمِینَ فَإِیَّایَ فَاعْبُدْ، وَ عَلَیَّ فَتَوَکَّلْ، إِنِّی لَمْ أَبْعَثْ نَبِیّاً، فَأُکْمِلَتْ أَیَّامُهُ وَ انْقَضَتْ مُدَّتُهُ، إِلَّا جَعَلْتُ لَهُ وَصِیّاً، وَ إِنِّی فَضَّلْتُکَ عَلَى الْأَنْبِیَاءِ، وَ فَضَّلْتُ وَصِیَّکَ عَلَى الْأَوْصِیَاءِ وَ أَکْرَمْتُکَ بِشِبْلَیْکَ بَعْدَهُ وَ بِسِبْطَیْکَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ، وَ جَعَلْتُ حَسَناً مَعْدِنَ عِلْمِی بَعْدَ انْقِضَاءِ مُدَّةِ أَبِیهِ، وَ جَعَلْتُ حُسَیْناً خَازِنَ وَحْیِی، وَ أَکْرَمْتُهُ بِالشَّهَادَةِ، وَ خَتَمْتُ لَهُ بِالسَّعَادَةِ فَهُوَ أَفْضَلُ مَنِ اسْتُشْهِدَ، وَ أَرْفَعُ الشُّهَدَاءِ دَرَجَةً، جَعَلْتُ کَلِمَتِیَ التَّامَّةَ مَعَهُ، وَ الْحُجَّةَ الْبَالِغَةَ عِنْدَهُ، بِعِتْرَتِهِ أُثِیبُ وَ أُعَاقِبُ، أَوَّلُهُمْ عَلِیٌّ سَیِّدُ الْعَابِدِینَ، وَ زَیْنُ أَوْلِیَائِیَ الْمَاضِینَ، وَ ابْنُهُ سَمِیُّ(2) جَدِّهِ الْمَحْمُودِ،

مُحَمَّدٌ الْبَاقِرُ لِعِلْمِی وَ الْمَعْدِنُ لِحِکْمَتِی، سَیَهْلِکُ الْمُرْتَابُونَ فِی جَعْفَرٍ، الرَّادُّ عَلَیْهِ کَالرَّادِّ عَلَیَّ، حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّی لَأُکْرِمَنَّ مَثْوَى جَعْفَرٍ، وَ لَأَسُرَّنَّهُ فِی أَوْلِیَائِهِ وَ أَشْیَاعِهِ وَ أَنْصَارِهِ، وَ انْتُجِبَتْ «بَعْدَ»(3) مُوسَى «فِتْنَةٌ»(3) عَمْیَاءُ حِنْدِسٌ، لِأَنَّ خَیْطَ فَرْضِی لَا یَنْقَطِعُ، وَ حُجَّتِی لَا تَخْفَى، وَ أَنَّ أَوْلِیَائِی لَا یَشْقَوْنَ أَبَداً، أَلَا وَ مَنْ جَحَدَ وَاحِداً مِنْهُمْ فَقَدْ جَحَدَ نِعْمَتِی، وَ مَنْ غَیَّرَ آیَةً مِنْ کِتَابِی فَقَدِ افْتَرَى عَلَیَّ، وَ وَیْلٌ لِلْمُفْتَرِینَ الْجَاحِدِینَ عِنْدَ انْقِضَاءِ مُدَّةِ عَبْدِی مُوسَى وَ حَبِیبِی وَ خِیَرَتِی، أَلَا إِنَّ الْمُکَذِّبَ بِالثَّامِنِ مُکَذِّبٌ بِکُلِّ أَوْلِیَائِی، وَ عَلِیٌّ وَلِیِّی وَ نَاصِرِی، وَ مَنْ أَضَعُ عَلَیْهِ أَعْبَاءَ النُّبُوَّةِ، وَ أَمْتَحِنُهُ بِالاضْطِلَاعِ، یَقْتُلُهُ عِفْرِیتٌ مُسْتَکْبِرٌ، یُدْفَنُ بِالْمَدِینَةِ الَّتِی بَنَاهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ ذُو الْقَرْنَیْنِ، إِلَى جَنْبِ شَرِّ خَلْقِی، حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّی لَأُقِرَّنَّ عَیْنَهُ بِمُحَمَّدٍ ابْنِهِ وَ خَلِیفَتِهِ مِنْ بَعْدِهِ، فَهُوَ وَارِثُ عِلْمِی وَ مَعْدِنُ حِکْمَتِی وَ مَوْضِعُ سِرِّی وَ حُجَّتِی عَلَى خَلْقِی، جَعَلْتُ الْجَنَّةَ مَثْوَاهُ وَ شَفَّعْتُهُ فِی سَبْعِینَ مِنْ أَهْلِ بَیْتِهِ کُلُّهُمْ قَدِ اسْتَوْجَبُوا النَّارَ، وَ أَخْتِمُ بِالسَّعَادَةِ لِابْنِهِ عَلِیٍّ وَلِیِّی وَ نَاصِرِی، وَ الشَّاهِدِ فِی خَلْقِی، وَ أَمِینِی عَلَى وَحْیِی، أُخْرِجُ مِنْهُ الدَّاعِیَ إِلَى سَبِیلِی، وَ الْخَازِنَ لِعِلْمِی الْحَسَنَ، ثُمَّ أُکْمِلُ ذَلِکَ بِابْنِهِ، رَحْمَةً لِلْعَالَمِینَ، عَلَیْهِ کَمَالُ مُوسَى، وَ بَهَاءُ عِیسَى وَ صَبْرُ أَیُّوبَ، سَتَذِلُّ أَوْلِیَائِی فِی زَمَانِهِ، وَ یَتَهَادَوْنَ رُؤُوسَهُمْ کَمَا تَهَادَى رُؤُوسُ التُّرْکِ وَ الدَّیْلَمِ، فَیُقْتَلُونَ وَ یُحْرَقُونَ، وَ یَکُونُونَ خَائِفِینَ مَرْعُوبِینَ وَجِلِینَ، تُصْبَغُ الْأَرْضُ مِنْ دِمَائِهِمْ، وَ یَفْشُو الْوَیْلُ وَ الرَّنِینُ فِی نِسَائِهِمْ، أُولَئِکَ أَوْلِیَائِی حَقّاً، بِهِمْ أَدْفَعُ کُلَّ فِتْنَةٍ عَمْیَاءَ حِنْدِسٍ، وَ بِهِمْ أَکْشِفُ الزَّلَازِلَ، وَ أَرْفَعُ عَنْهُمُ الْآصَارَ وَ الْأَغْلَالَ‏

أُولئِکَ عَلَیْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَ رَحْمَةٌ وَ أُولئِکَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ(4)

قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَالِمٍ: قَالَ أَبُو بَصِیرٍ: لَوْ لَمْ تَسْمَعْ فِی دَهْرِکَ إِلَّا هَذَا الْحَدِیثَ لَکَفَاکَ، فَصُنْهُ إِلَّا عَنْ أَهْلِهِ(5)

93- سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الْحِمْیَرِیُّ، وَ مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَى الْعَطَّارُ، وَ أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِیسَ، جَمِیعاً قَالُوا:

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْبَرْقِیُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هَاشِمٍ دَاوُدُ بْنُ الْقَاسِمِ الْجَعْفَرِیُّ، عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ الثَّانِی مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَلَیْهِمَا السَّلَامُ قَالَ: أَقْبَلَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیْهِ السَّلَامُ ذَاتَ یَوْمٍ وَ مَعَهُ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ وَ سَلْمَانُ الْفَارِسِیُّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ، وَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ مُتَّکِئٌ، عَلَى یَدِ سَلْمَانَ، فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ فَجَلَسَ، إِذْ أَقْبَلَ رَجُلٌ حَسَنُ الْهَیْئَةِ وَ اللِّبَاسِ، فَسَلَّمَ عَلَى أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیْهِ السَّلَامُ فَرَدَّ عَلَیْهِ السَّلَامَ فَجَلَسَ، ثُمَّ قَالَ: یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ أَسْأَلُکَ عَنْ ثَلَاثِ مَسَائِلَ إِنْ أَخْبَرْتَنِی بِهِنَّ عَلِمْتُ أَنَّ الْقَوْمَ رَکِبُوا مِنْ أَمْرِکَ مَا أَقْضِی عَلَیْهِمْ أَنَّهُمْ لَیْسُوا بِمَأْمُونِینَ فِی دُنْیَاهُمْ وَ لَا فِی آخِرَتِهِمْ، وَ إِنْ تَکُنِ الْأُخْرَى عَلِمْتُ أَنَّکَ وَ هُمْ شَرَعٌ سَوَاءٌ.

فَقَالَ لَهُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیْهِ السَّلَامُ: سَلْنِی عَمَّا بَدَا لَکَ؟ فَقَالَ: أَخْبِرْنِی عَنِ الرَّجُلِ إِذَا نَامَ أَیْنَ تَذْهَبُ رُوحُهُ؟ وَ عَنِ الرَّجُلِ کَیْفَ یَذْکُرُ وَ یَنْسَى؟ وَ عَنِ الرَّجُلِ کَیْفَ یُشْبِهُ وَلَدُهُ الْأَعْمَامَ وَ الْأَخْوَالَ؟

فَالْتَفَتَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ إِلَى أَبِی مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ فَقَالَ: یَا بَا مُحَمَّدٍ أَجِبْهُ.

فَقَالَ: أَمَّا مَا سَأَلْتَ عَنْهُ مِنْ أَمْرِ الْإِنْسَانِ إِذَا نَامَ أَیْنَ تَذْهَبُ رُوحُهُ، فَإِنَّ رُوحَهُ مُتَعَلِّقَةٌ بِالرِّیحِ وَ الرِّیحُ مُتَعَلِّقَةٌ بِالْهَوَاءِ إِلَى وَقْتِ مَا یَتَحَرَّکُ صَاحِبُهَا لِلْیَقَظَةِ، فَإِنْ أَذِنَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِرَدِّ تِلْکَ الرُّوحِ إِلَى صَاحِبِهَا جَذَبَتْ تِلْکَ الرُّوحُ الرِّیحَ، وَ جَذَبَتْ تِلْکَ‏

الرِّیحُ الْهَوَاءَ، فَرَجَعَتِ الرُّوحُ فَأُسْکِنَتْ فِی بَدَنِ صَاحِبِهَا، وَ إِنْ لَمْ یَأْذَنِ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِرَدِّ تِلْکَ الرُّوحِ إِلَى صَاحِبِهَا جَذَبَ الْهَوَاءُ الرِّیحَ، وَ جَذَبَتِ الرِّیحُ الرُّوحَ، فَلَمْ تُرَدَّ إِلَى صَاحِبِهَا إِلَى وَقْتِ مَا یُبْعَثُ، وَ أَمَّا مَا ذَکَرْتَ مِنْ أَمْرِ الذُّکْرِ وَ النِّسْیَانِ: فَإِنَّ قَلْبَ الرَّجُلِ فِی حُقٍّ، عَلَى الْحُقِّ طَبَقٌ فَإِنْ صَلَّى الرَّجُلُ عِنْدَ ذَلِکَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ صَلَاةً تَامَّةً انْکَشَفَ ذَلِکَ الطَّبَقُ عَنْ ذَلِکَ الْحُقِّ فَأَضَاءَ الْقَلْبُ وَ ذَکَرَ الرَّجُلُ مَا کَانَ نَسِیَهُ، وَ إِنْ هُوَ لَمْ یُصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ أَوْ نَقَصَ مِنَ الصَّلَاةِ عَلَیْهِمْ انْطَبَقَ ذَلِکَ الطَّبَقُ عَلَى ذَلِکَ الْحُقِّ فَأَظْلَمَ الْقَلْبُ وَ نَسِیَ الرَّجُلُ مَا کَانَ ذَکَرَ.

وَ أَمَّا مَا ذَکَرْتَ مِنْ أَمْرِ الْمَوْلُودِ الَّذِی یُشْبِهُ أَعْمَامَهُ وَ أَخْوَالَهُ، فَإِنَّ الرَّجُلَ إِذَا أَتَى أَهْلَهُ فَجَامَعَهَا بِقَلْبٍ سَاکِنٍ وَ عُرُوقٍ هَادِئَةٍ وَ بَدَنٍ غَیْرِ مُضْطَرِبٍ فَأَسْکَنَتْ تِلْکَ النُّطْفَةُ فِی جَوْفِ الرَّحِمِ خَرَجَ الْوَلَدُ یُشْبِهُ أَبَاهُ وَ أُمَّهُ، وَ إِنْ هُوَ أَتَاهَا بِقَلْبٍ غَیْرِ سَاکِنٍ وَ عُرُوقٍ غَیْرِ هَادِئَةٍ وَ بَدَنٍ مُضْطَرِبٍ، اضْطَرَبَتْ تِلْکَ النُّطْفَةُ فَوَقَعَتْ فِی حَالِ اضْطِرَابِهَا عَلَى بَعْضِ الْعُرُوقِ فَإِنْ وَقَعَتْ عَلَى عِرْقٍ مِنْ عُرُوقُ الْأَخْوَالِ أَشْبَهَ الرَّجُلُ أَخْوَالَهُ، فَقَالَ الرَّجُلُ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَ لَمْ أَزَلْ أَشْهَدُ بِهَا، وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ، وَ لَمْ أَزَلْ أَشْهَدُ بِهَا، وَ أَشْهَدُ أَنَّکَ وَصِیُّهُ وَ الْقَائِمُ بِحُجَّتِهِ بَعْدَهُ- وَ أَشَارَ بِیَدِهِ إلَى أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیْهِ السَّلَامُ- وَ لَمْ أَزَلْ أَشْهَدُ بِهَا، وَ أَشْهَدُ أَنَّکَ وَصِیُّهُ وَ الْقَائِمُ بِحُجَّتِهِ- وَ أَشَارَ إِلَى الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلَامُ- وَ أَشْهَدُ أَنَّ الْحُسَیْنَ بْنَ عَلِیٍّ وَصِیُّ أَبِیکَ وَ الْقَائِمُ بِحُجَّتِهِ بَعْدَکَ، وَ أَشْهَدُ عَلَى عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ أَنَّهُ الْقَائِمُ بِأَمْرِ الْحُسَیْنِ بَعْدَهُ، وَ أَشْهَدُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ أَنَّهُ الْقَائِمُ بِأَمْرِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ، وَ أَشْهَدُ عَلَى جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ أَنَّهُ الْقَائِمُ بِأَمْرِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ، وَ أَشْهَدُ عَلَى مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ أَنَّهُ الْقَائِمُ بِأَمْرِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَ أَشْهَدُ عَلَى عَلِیِّ بْنِ مُوسَى أَنَّهُ الْقَائِمُ بِأَمْرِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ، وَ أَشْهَدُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ أَنَّهُ الْقَائِمُ بِأَمْرِ عَلِیِّ بْنِ مُوسَى، وَ أَشْهَدُ عَلَى عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ أَنَّهُ الْقَائِمُ بِأَمْرِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ، وَ أَشْهَدُ عَلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ أَنَّهُ الْقَائِمُ بِأَمْرِ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَ أَشْهَدُ عَلَى رَجُلٍ مِنْ وُلْدِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ لَا یُکَنَّى وَ لَا یُسَمَّى حَتَّى یَظْهَرَ أَمْرُهُ فَیَمْلَأَ الْأَرْضَ عَدْلًا کَمَا مُلِئَتْ جَوْراً،

وَ السَّلَامُ عَلَیْکَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَکَاتُهُ، ثُمَّ قَامَ فَمَضَى.

فَقَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیْهِ السَّلَامُ: یَا أَبَا مُحَمَّدٍ اتَّبِعْهُ فَانْظُرْ أَیْنَ یَقْصِدُ؟ فَخَرَجَ الْحَسَنُ عَلَیْهِ السَّلَامُ فِی أَثَرِهِ، قَالَ: فَمَا کَانَ إِلَّا أَنْ وَضَعَ رِجْلَهُ خَارِجَ الْمَسْجِدِ فَمَا دَرَیْتُ أَیْنَ أَخَذَ مِنْ أَرْضِ اللَّهِ، فَرَجَعْتُ إِلَى أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیْهِ السَّلَامُ، فَأَعْلَمْتُهُ.

فَقَالَ: یَا أَبَا مُحَمَّدٍ أَ تَعْرِفُهُ؟ فَقُلْتُ: اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ أَعْلَمُ، فَقَالَ: هُوَ الْخَضِرُ عَلَیْهِ السَّلَامُ(6)


1) وَ رَوَاهُ الْمُؤَلِّفُ أَیْضاً عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ إِبْرَاهِیمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ بَکْرٍ، فَلَاحِظِ السَّنَدَ فِی کَمَالِ الدِّینِ.

2) فِی الْبِحَارِ: شَبِیهٌ، وَ فِی الِاخْتِصَاصِ: شِبْهٌ.

3) فِی الِاخْتِصَاصِ: بَعْدَهُ، وَ أُتِیحَتْ فِتْنَةٌ.

4) آیَةَ 157 سُورَةَ الْبَقَرَةِ 2.

5) رَوَاهُ الصَّدُوقُ فِی الاکمال: 1/ 308 ح 1 وَ الْعُیُونِ: 1/ 34 ح 2 عَنْ أَبِیهِ وَ عَنْهُمَا فِی الْبِحَارِ: 36/ 195 ح 3 وَ عَنِ الِاحْتِجَاجِ: 1/ 84 وَ الِاخْتِصَاصِ: 205 وَ غَیْبَةِ الطُّوسِیِّ: 93 وَ غَیْبَةِ النُّعْمَانِیِّ: 29، وَ أَوْرَدَهُ فِی الْکَافِی: 1/ 527 ح 3 وَ إِعْلَامَ الْوَرَى: 392، وَ جَامِعَ الْأَخْبَارِ، 21، وَ قَدْ تَقَدَّمَتِ الْإِشَارَةُ الى هَذَا الْحَدِیثِ فِی الْمُقَدَّمَةِ تَحْتَ عُنْوَانِ حَدِیثِ اللَّوْحِ.

6) رواه الصدوق فی الاکمال: 1/ 313 ح 1 و العیون: 1/ 53 ح 35 و العلل: 1/ 96 ح 6 عن أبیه و عنهم فی البحار: 36/ 414 ح 1 و عن غیبة الطوسی: 98 و الاحتجاج: 1/ 395 و المحاسن: 2/ 332 ح 99 و غیبة النعمانی: 27 و تفسیر القمّی: 578 و 405، و اعلام الورى: 404 عن ابن بابویه و دلائل الامامة: 68.