56- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ مَهْزِیَارَ، عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مَهْزِیَارَ، عَنْ أَخِیهِ عَلِیِّ بْنِ مَهْزِیَارَ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَیُّوبَ، عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ الضَّرِیرِ، عَنْ أَبِیهِ، قَالَ: کُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلَامُ وَ عِنْدَهُ إِسْمَاعِیلُ ابْنُهُ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ قَبَالَةِ الْأَرْضِ، فَأَجَابَنِی فِیهَا(1)
فَقَالَ لَهُ إِسْمَاعِیلُ: یَا أَبَتِ، إِنَّکَ لَمْ تَفْهَمْ مَا قَالَ لَکَ! قَالَ: فَشَقَّ ذَلِکَ عَلَیَّ، لِأَنَّا کُنَّا یَوْمَئِذٍ نَأْتَمُّ بِهِ بَعْدَ أَبِیهِ، فَقَالَ: إِنِّی کَثِیراً مَا أَقُولُ لَکَ: (الْزَمْنِی، وَ خُذْ مِنِّی) فَلَا تَفْعَلُ.
قَالَ: فَطَفِقَ إِسْمَاعِیلُ وَ خَرَجَ، وَ دَارَتْ بِیَ الْأَرْضُ، فَقُلْتُ: إِمَامٌ یَقُولُ لِأَبِیهِ: (إِنَّکَ لَمْ تَفْهَمْ) وَ یَقُولُ لَهُ أَبُوهُ: (إِنِّی کَثِیراً مَا أَقُولُ لَکَ أَنْ تَقْعُدَ عِنْدِی، وَ تَأْخُذَ مِنِّی، فَلَا تَفْعَلُ!) قَالَ: فَقُلْتُ: بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی، وَ مَا عَلَى إِسْمَاعِیلَ أَنْ لَا یَلْزَمَکَ وَ لَا یَأْخُذَ عَنْکَ، إِذَا کَانَ ذَلِکَ وَ أَفْضَتِ الْأُمُورُ إِلَیْهِ، عَلِمَ مِنْهَا مِثْلَ الَّذِی عَلِمْتَهُ مِنْ أَبِیکَ حِینَ کُنْتَ مِثْلَهُ؟! قَالَ: فَقَالَ: إِنَّ إِسْمَاعِیلَ لَیْسَ مِنِّی کَأَنَا مِنْ أَبِی.
قَالَ: قُلْتُ: إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَیْهِ راجِعُونَ، ثُمَّ إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَیْهِ راجِعُونَ، فَمَنْ
بَعْدَکَ؟- بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی- فَقَدْ کَانَتْ فِی یَدِی بَقِیَّةٌ مِنْ نَفْسِی، وَ قَدْ کَبِرَتْ سِنِّی، وَ دَقَّ عَظْمِی، وَ جَاءَ أَجَلِی، وَ أَنَا أَخَافُ أَنْ أَبْقَى بَعْدَکَ.
قَالَ: فَرَدَدْتُ عَلَیْهِ هَذَا الْکَلَامَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، وَ هُوَ سَاکِتٌ لَا یُجِیبُنِی، ثُمَّ نَهَضَ فِی الثَّالِثَةِ، وَ قَالَ: لَا تَبْرَحْ.
فَدَخَلَ بَیْتاً کَانَ یَخْلُو فِیهِ، فَصَلَّى رَکْعَتَیْنِ، یُطِیلُ فِیهِمَا، وَ دَعَا فَأَطَالَ الدُّعَاءَ.
ثُمَّ دَعَانِی، فَدَخَلْتُ عَلَیْهِ، فَبَیْنَا أَنَا عِنْدَهُ، إِذْ دَخَلَ عَلَیْهِ الْعَبْدُ الصَّالِحُ، وَ هُوَ غُلَامٌ حَدَثٌ، وَ بِیَدِهِ دِرَّةٌ، وَ هُوَ یَبْتَسِمُ ضَاحِکاً.
فَقَالَ لَهُ أَبُوهُ: بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی، مَا هَذِهِ الْمِخْفَقَةُ الَّتِی أَرَاهَا بِیَدِکَ؟
فَقَالَ: کَانَتْ مَعَ إِسْحَاقَ یَضْرِبُ بِهَا بَهِیمَةً لَهُ، فَأَخَذْتُهَا مِنْهُ.
فَقَالَ: ادْنُ مِنِّی.
فَالْتَزَمَهُ، وَ قَبَّلَهُ، وَ أَقْعَدَهُ إِلَى جَانِبِهِ، ثُمَّ قَالَ: إِنِّی لَأَجِدُ بِابْنِی هَذَا مَا کَانَ یَعْقُوبُ یَجِدُ بِیُوسُفَ.
قَالَ: فَقُلْتُ: بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی، زِدْنِی.
فَقَالَ: مَا نَشَأَ فِینَا- أَهْلَ الْبَیْتِ- نَاشِئٌ مِثْلُهُ.
قَالَ: فَقُلْتُ: زِدْنِی.
قَالَ: فَقَالَ: تَرَى ابْنِی هَذَا؟ إِنِّی لَأَجِدُ بِهِ کَمَا کَانَ أَبِی یَجِدُ بِی.
قَالَ: قُلْتُ: یَا سَیِّدِی زِدْنِی.
قَالَ: إِنَّ أَبِی کَانَ إِذَا دَعَا، فَأَحَبَّ أَنْ یُسْتَجَابَ لَهُ، وَقَّفَنِی عَنْ یَمِینِهِ، ثُمَّ دَعَا وَ أَمَّنْتُ، وَ إِنِّی لَأَفْعَلُ ذَلِکَ بِابْنِی هَذَا، وَ لَقَدْ ذَکَرْتُکَ أَمْسِ فِی الْمَوْقِفِ فَدَعَوْتُ لَکَ کَمَا کَانَ أَبِی یَدْعُو لِی- وَ ابْنِی هَذَا یُؤَمِّنُ، وَ إِنِّی لَا أَحْتَشِمُ مِنْهُ کَمَا کَانَ أَبِی لَا یَحْتَشِمُ مِنِّی.
قَالَ: فَقُلْتُ: یَا سَیِّدِی زِدْنِی.
قَالَ: أَ تَرَى ابْنِی هَذَا؟ إِنِّی لَأَئْتَمِنُهُ عَلَى مَا کَانَ أَبِی یَأْتَمِنُنِی عَلَیْهِ.
فَقُلْتُ: یَا مَوْلَایَ، زِدْنِی.
فَقَالَ: إِنَّ أَبِی کَانَ إِذَا خَرَجَ إِلَى بَعْضِ أَرْضِهِ، أَخْرَجَنِی مَعَهُ فَرَآنِی أَنْعُسُ فِی
الطَّرِیقِ(2)، أَمَرَنِی فَأَدْنَیْتُ رَاحِلَتِی مِنْ رَاحِلَتِهِ، ثُمَّ وَسَّدَنِی ذِرَاعِی(3)، وَ نَاقَتَانَا(4) مُقْتَرِنَانِ مَا یَفْتَرِقَانِ، فَنَکُونُ کَذَلِکَ اللَّیْلَتَیْنِ وَ الثَّلَاثَ، وَ إِنَّ ابْنِی یَصْنَعُ هَذَا، عَلَى مَا تَرَى مِنْ حَدَاثَةِ سِنِّهِ، کَمَا کُنْتُ أَصْنَعُ.
قَالَ: قُلْتُ: یَا مَوْلَایَ، زِدْنِی.
قَالَ: إِنَّ أَبِی کَانَ یَأْتَمِنُنِی عَلَى کُتُبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ بِخَطِّ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ عَلَیْهِ السَّلَامُ، وَ إِنِّی لَأَئْتَمِنُ ابْنِی هَذَا عَلَیْهِ، فَهِیَ عِنْدَهُ الْیَوْمَ.
قَالَ: قُلْتُ: یَا مَوْلَایَ، زِدْنِی.
قَالَ: قُمْ، فَخُذْ بِیَدِهِ فَسَلِّمْ عَلَیْهِ، فَهُوَ مَوْلَاکَ وَ إِمَامُکَ مِنْ بَعْدِی، لَا یَدَّعِیهَا فِیمَا بَیْنِی وَ بَیْنَهُ- أَحَدٌ إِلَّا کَانَ مُفْتَرِیاً.
یَا فُلَانُ، إِنْ أَخَذَ النَّاسُ یَمِیناً وَ شِمَالًا، فَخُذْ مَعَهُ، فَإِنَّهُ مَوْلَاکَ وَ صَاحِبُکَ، أَمَا إِنَّهُ لَمْ یُؤْذَنْ لِی فِی أَوَّلِ مَا کَانَ مِنْکَ.
قَالَ: فَقُمْتُ إِلَیْهِ، فَأَخَذْتُ بِیَدِهِ، فَقَبَّلْتُهَا وَ قَبَّلْتُ رَأْسَهُ، وَ سَلَّمْتُ عَلَیْهِ، وَ قُلْتُ: أَشْهَدُ أَنَّکَ مَوْلَایَ وَ إِمَامِی.
قَالَ: فَقَالَ لِی: أَجَلْ، صَدَقْتَ، وَ أَصَبْتَ، وَ قَدْ وُفِّقْتَ، أَمَا إِنَّهُ لَمْ یُؤْذَنْ لِی فِی أَوَّلِ مَا کَانَ مِنْکَ.
قَالَ: قُلْتُ لَهُ: بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی، أُخْبِرُ بِهَذَا؟
قَالَ: نَعَمْ، فَأَخْبِرْ بِهِ مَنْ تَثِقُ بِهِ، وَ أَخْبِرْ بِهِ فُلَاناً وَ فُلَاناً- رَجُلَیْنِ مِنْ أَهْلِ الْکُوفَةِ- وَ ارْفُقْ بِالنَّاسِ، وَ لَا تُلْقِیَنَّ(5) بَیْنَهُمْ أَذًى.
قَالَ: فَقُمْتُ فَأَتَیْتُ فُلَاناً وَ فُلَاناً، وَ هُمَا فِی الرَّحْلِ، فَأَخْبَرْتُهُمَا الْخَبَرَ.
وَ أَمَّا فُلَانٌ: فَسَلَّمَ وَ قَالَ: سَلَّمْتُ وَ رَضِیتُ، وَ أَمَّا فُلَانٌ: فَشَقَّ جَیْبَهُ وَ قَالَ: لَا وَ اللَّهِ، لَا أَسْمَعُ وَ لَا أُطِیعُ وَ لَا أُقِرُّ حَتَّى أَسْمَعَ مِنْهُ.
ثُمَّ نَهَضَ مُسْرِعاً مِنْ فَوْرِهِ- وَ کَانَتْ فِیهِ أَعْرَابِیَّةٌ- وَ تَبِعْتُهُ، حَتَّى انْتَهَى إِلَى بَابِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلَامُ.
قَالَ: فَاسْتَأْذَنَّا، فَأَذِنَ لِی قَبْلَهُ، ثُمَّ أَذِنَ لَهُ، فَدَخَلَ.
فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلَامُ: یَا فُلَانُ (أَ یُرِیدُ کُلُّ امْرِئٍ مِنْکُمْ أَنْ یُؤْتى صُحُفاً مُنَشَّرَةً)(6)؟ إِنَّ الَّذِی أَتَاکَ بِهِ فُلَانٌ الْحَقُّ، فَخُذْ بِهِ.
قَالَ: فَقُلْتُ: بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی، أَنَا أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْ فِیکَ.
فَقَالَ: ابْنِی مُوسَى (عَلَیْهِ السَّلَامُ) إِمَامُکَ وَ مَوْلَاکَ (مِنْ- خ) بَعْدِی، لَا یَدَّعِیهَا أَحَدٌ فِیمَا بَیْنِی وَ بَیْنَهُ إِلَّا کَاذِبٌ وَ مُفْتَرٍ.
قَالَ: فَالْتَفَتَ إِلَیَّ- وَ کَانَ رَجُلًا(7) لَهُ قَبَالاتٌ یَتَقَبَّلُ بِهَا، وَ کَانَ یُحْسِنُ کَلَامَ النَّبْطِیَّةِ- فَالْتَفَتَ إِلَیَّ فَقَالَ: (رزقه)(8)
قَالَ: فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: إِنَّ (رزقه) بِالنَّبْطِیَّةِ: خُذْ هَذَا، أَجَلْ خُذْهَا(9)
57- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ، عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ یَزِیدَ، عَنْ صَفْوَانَ، عَنِ ابْنِ مُسْکَانَ، عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ خَالِدٍ(10)، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلَامُ یَوْماً، وَ نَحْنُ عِنْدَهُ، لِعَبْدِ اللَّهِ:
اذْهَبْ فِی حَاجَةِ کَذَا وَ کَذَا، فَقَالَ لَهُ: وَجِّهْ فُلَاناً، فَإِنَّهُ لَا یُمْکِنُنِی، وَ نَحْوَ ذَلِکَ، قَالَ: فَرَأَیْتُ الْغَضَبَ فِی وَجْهِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلَامُ، وَ هُوَ یَقُولُ:
اللَّهُمَّ الْعَنْهُ، أَبَى اللَّهُ أَنْ لَا یُعْبَدَ، وَ إِنْ رَغِمَ أَنْفُکَ، یَا فَاجِرُ.
ثُمَّ دَعَا أَبَا الْحَسَنِ مُوسَى عَلَیْهِ السَّلَامُ، فَقَالَ لَنَا:
عَلَیْکُمْ بِهَذَا بَعْدِی، فَهُوَ- وَ اللَّهِ- صَاحِبُکُمْ(11)
58- وَ عَنْهُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَمْزَةَ الْقُمِّیِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ الْقُرَشِیِّ، عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ أَبِی الْبِلَادِ، قَالَ:
سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ مُوسَى عَلَیْهِ السَّلَامُ، یَقُولُ: لَعَنَ اللَّهُ عَبْدَ اللَّهِ، فَلَقَدْ کَذَبَ عَلَى أَبِی عَلَیْهِ السَّلَامُ، فَادَّعَى أَمْراً کَانَ لِلَّهِ سَخَطاً فِی السَّمَاءِ(12)
1) وَرَدَ هَذَا السُّؤَالُ، وَ الْجَوَابُ عَنْهُ، بِصُورَةٍ کَامِلَةٍ فِی الْکَافِی (5/ 269) عَنْ حُمَیْدِ بْنِ زِیَادٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الْمِیثَمِیِّ، عَنْ أَبِی نَجِیحٍ عَنِ الْفَیْضِ بْنِ الْمُخْتَارِ، وَ رَوَاهُ فِی تَهْذِیبِ الْأَحْکَامِ (7/ 199) وَ وَسَائِلِ الشِّیعَةِ (13/ 208).
2) وَ فِی الْکَشِّىِّ: فَنَعَسَ وَ هُوَ عَلَى رَاحِلَتِهِ.
3) کَذَا فِی النسختین، وَ فِی الکشى: فَوَسَّدْتُهُ ذِرَاعِی.
4) هَذَا هُوَ الصَّحِیحُ، وَ کَانَ فِی النُّسْخَتَیْنِ: وَ نَاقَتَانِ.
5) هَذَا هُوَ الظَّاهِرُ، وَ کَانَ فِی النُّسْخَتَیْنِ: لَا تُلْقُونَ.
6) مقتبس من الآیة (52) من سورة المدّثر.
7) فی النسختین: و کان رجل.
8) کذا فی البحار، فی الموضعین، و کانت الکلمة مهملة فی نسختی کتابنا و کأنها بالفاء.
9) روى المسعودی فی اثبات الوصیّة (ص 187) عن (ابراهیم بن مهزیار) بسنده مثله، و روى الصفّار فی البصائر (ص 336) عن محمّد بن عبد الجبار، عن اللؤلؤی، عن أحمد بن الحسن، عن الفیض بن المختار، قطعة منه نحوه، و نقله عنه فی البحار (47/ 83 و 48/ 14)، و رواه الکلینی فی الکافی (1/ 309) عن محمّد بن یحیى و أحمد بن ادریس، عن محمّد بن عبد الجبار بسنده کما فی البصائر.و عن الکافی فی اعلام الورى (297) و إثبات الهداة (5/ 470)، و روى الکشی (ص 354 رقم 663) عن جعفر بن أحمد بن أیوب، عن المیثمی، عن ابن أبی نجیح، عن الفیض بن المختار، و عنه، عن علی بن اسماعیل، عن أبی نجیح عن الفیض، مثله، و عنه البحار (48/ 26) و روی فی إرشاد المفید (324) عن عبد الأعلى عن الفیض، قطعة منه.و اعلم أن الکشی ذکر (فی الموضع المذکور) أن الفیض هو أول من سمع من أبی عبد اللّه علیه السلام نصّه علیه ابنه موسى بن جعفر علیه السلام، و بما أنّا لا نحتمل التعدد فی روایة هذا الحدیث الطویل، فان من المحتمل قویا أن یکون (أبو جعفر الضریر) هو محمّد بن الفیض بن المختار، راویا عن أبیه الفیض.و أما ما ذکره النجاشی فی ترجمة الفیض من رجاله (ص 240) من أن الفیض بن المختار له کتاب یرویه ابنه جعفر، فنحتمل فیه التصحیف، و أن الصحیح: ابنه (أبو) جعفر.و ذلک لأنّا لم نجد للفیض ابنا یروی الحدیث غیر (محمّد) و قد جاءت روایته فی الاقبال (ص 10) فی زیارة الصادق علیه السلام نقله فی البحار (ج 101/ ص 98) کما انّا لا نجد لجعفر بن الفیض ذکرا فی کتب الرجال، بل المذکور، هو محمّد بن الفیض بن المختار، کما فی رجال الشیخ (ص 298 رقم 287) مضافا إلى أن المسمّى بمحمّد یکنى بأبی جعفر عادة.
10) لاحظ الحدیث (65) المتحد مع هذا الحدیث سندا فی صفوان و ما بعده، کما أن الهدف منهما واحد، و هو تحرّز الامام علیه السلام من عبد اللّه، و السعی فی ابعاده عن الحدیث المتداول بین الامام و أصحابه.
11) رواه الکلینی فی الکافی (1/ 310) عن أحمد بن ادریس عن محمّد بن عبد الجبار، عن (صفوان) بسنده، و أورد ذیله من قوله ثم دعا …- الخ- و نقله عنه فی البحار: 48 ص 19 ح 25.
12) لم نعثر له على مصدر تخریج.