أمّا قوله: «إنّ الحدیث من آحاد الخبر»، فمردود من وجهین:
1- ما تقدّم من قول حفّاظ أهل السنّة فی الحدیث، و أنّه متظافر؛ و معناه متواتر، و منهم صاحب نفع قوت المغتذی على جامع الترمذی، و غیره من حملة الحدیث و نقّاده، فإنّهم
صرّحوا بتواتره.
2- لو سلّمنا جدلا و فرضنا أنّه من آحاد الخبر، فهو حجّة على أهل السنّة، یلزمون به على طریقة الإلزام بما ألزموا به أنفسهم من حجّیة آحاد الخبر. ألا ترى أنّ أهل السنّة أسّسوا قواعد خلافة الخلفاء- رضی الله عنهم- و بنوها على حدیث الآحاد یوم السقیفة؟ فإنّ بعضهم أورد لهم حدیث الخلافة فی قریش و قال بعده: إنّی أختار لکم أحد هذین الرجلین؛ یشیر إلى أبی عبیدة بن الجرّاح و عمر بن الخطّاب- رضی الله عنه-، فقال عمر: بل نحن نبایعک على ما سجّله أهل الصحاح عند أهل السنّة؛ و منهم شیخ الحدیث البخاری، و مثله مسلم فی باب فضائل الخلیفة أبی بکر- رضی الله عنه- فلتراجع.