اما زائدة فمقالته زائدة، و لا یعتمد على شیء من حدیثه، قال خاتمة حفّاظ أهل السنّة و أحد أئمّة الجرح و التعدیل فی علم الرجال عندهم ابن حجر العسقلانی فی تهذیب التهذیب، ص 305، من جزئه الثالث، من الطبعة الأولى سنة 1325 ه، ما نصّه: «زائدة بن أبی الرقاد الباهلی البصری الصیرفی، روى عن عاصم و ثابت البنانی و زیاد النمیری، قال البخاری: منکر الحدیث، و قال السجستانی: لست أعرف خبره، و قال النسائی: لست أدری من هو، و قال ابن حیّان: یروی المناکیر عن المشاهیر».
انتهی قوله بربّک، قل لی: أفهل من العقل أو الدّین أن یستند الباحث البصیر و المثقّف المتحلّل من قیود العصبیّة إلى حدیث قد طعن فی راویه أشدّ الطعن أئمّة الجرح و التعدیل عند أهل السنّة الذین علیهم المعوّل و الاعتماد فی معرفة الثقات من غیرهم فی رجال الإسناد عند أهل مذهبه، و یضرب الصفح عن نقل ما یخالفه و هم یزیدون على ثلاثین ثقة، و فیهم طائفة من أعاظم الحفّاظ و کبار رجالهم من أهل نحلته، و قد جاء الحافظ الکنجی على ذکرهم مفصّلا فی کتابه البیان؟ فمن أراد التحقیق فلیراجع.
ثمّ إنّ الحافظ الترمذی، کغیره من حفّاظ أهل السنّة، أخرج الحدیث فی سننه عن جماعة کثیرة من الصحابة و حسّنه، و لم تکن فیه هذه الزیادة الزائدة فی حدیث زائدة. نعم، أخرج السجستانی هذا الحدیث بهذه الزیادة فی سننه، إلّا أنّک قد عرفت طعنه فی زائدة، و أنّه ما عرف خبره کما أنّه أخرجه بغیر هذه الزیادة.
فظهر لک جلیّا، بحکم هذه النصوص النبویّة المتواترة، أنّ المهدیّ هو محمّد بن الحسن العسکریّ علیه السّلام، الحجّة المنتظر(ع)، صاحب الغیبة، و أنّ حدیث زائدة لا ینهض لمعارضة ما تواتر من الأحادیث المؤیّدة بأحادیث الشیعة من طرقهم؛ فیکون من
المتّفق علیه بین الفریقین و الحجّة فیه على الفریقین لأنّه قطعیّ و ما عداه شاذّ موضوع، واجب طرحه، لا سیّما أنّ الزیادة المذکورة فی متن الحدیث تفرّد بها رجل مجهول الحال لا یعرف خبره، و یروی المناکیر عن المشاهیر، على حدّ تعبیر رجل الجرح و التعدیل ابن حیّان، و لم یعتمد علیه أحد من علماء المسلمین، سواء فی ذلک الشیعة و أهل السنّة، حتّى من حکى عنه الحدیث مع الزیادة، فإنّه لم یعتمد علیه، و قال فیه: إنّه لا یعرف خبره، فلا یصحّ لابن تیمیّة و أمثال ابن حجر الهیتمی و ابن خلدون و النشاشیبی و الشهرستانی أن یعتمدوا على زائدة و أضرابه من الوضّاعین بحکم أئمّة الجرح و التعدیل عند أهل السنّة.