إن سیرة الإمام المهدی(علیه السلام) مع نفسه واُمته تجسد صورة الحاکم الإسلامی المثالی الذی تکون السلطة عنده وسیلة لخدمة الناس وهدایتهم لا مصدراً للدخل الوفیر والظلم والاستئثار بالأموال واستعباد الناس، فهو یحیی صورة الحاکم الإسلامی التی جسدها من قبل ـ وبأسمی صورها ـ أبواه، ومن قبل رسول الله ووصیه الإمام علی ـ صلوات الله علیهما وآلهما ـ. فهو مع نفسه: «مالباسه إلاّ الغلیظ وما طعامه إلاّ الشعیر الجشب»(1) وهو الذی «یکون من الله علی حذر، لا یضع حجراً علی حجر، ولا یقرع أحداً فی ولایته بسوط إلاّ فی
حد»(2)، أما مع اُمته فهو «الرؤوف الرحیم» بهم وهو الموصوف بأنه «المهدی کأنما یعلق المساکین الزُّبد»(3)، وهو الصدر الرحب الذی تجد فیه الأمة ملاذها المنقذ فهی: «تأوی إلیه اُمته کما تأوی النحلة الی یعسوبها»(4) أو «کما تأوی النحل الی بیوتها»(5)
1) راجع الکافی: 1 / 411، إثبات الهداة: 3 / 515.
2) ملاحم ابن طاووس: 132.
3) فتن ابن حماد: 98، عقد الدرر: 227.
4) ابن حماد: 99، الحاوی للسیوطی: 2 / 77.
5) برهان المتقی الهندی: 78.
