وبغیة الانتهاء إلی النتیجة التی أشرت إلیها آنفاً:لا بدلنا من دراسة الأحادیث المشار إلیها، دراسة مقارنة وموضوعیة، ولو بشیء من الإیجاز:
ان الاحادیث فی المسالة علی طوائف هی:
1- ما لم یصرح فیها بذکر المهدی.
2- ما صرح فیها بذکر المهدی.
وقد حمل العلماء القسم الأول من الأحادیث (وهی التی لم یصرح فیها بذکر المهدی) لأنها مطلقة، علی القسم الثانی (وهی التی صرح فیها بذکر المهدی) لأنها مقیدة.
یقول المودودی: (قد ذکرنا فی هذا الباب نوعین من الأحادیث: أحادیث ذکر فیها المهدی بالصراحة، وأحادیث إنما أخبر فیها بظهور خلیفة عادل بدون تصریح بالمهدی.
ولما کانت هذه الأحادیث من النوع الثانی تشابه الأحادیث من النوع الأول فی موضوعها، فقد ذهب المحدثون إلی أن المراد بالخلیفة العادل فیها هو المهدی).(1)
وتنقسم الطائفة الأخیرة منهما إلی طوائف أیضاً هی:
أ- ما صرح فیها بأن المهدی من الأمة.
ب – المهدی من العرب.
ج – المهدی من کنانة.
د – من قریش.
هـ – من بنی هاشم.
و – من أولاد عبد المطلب.
وإلی هنا یحمل المطلق منها علی المقید، نظراً إلی عدم وجود ما یمنع من ذلک، فتکون النتیجة هی: ما تصرح به الطائفة الأخیرة – رقم و- (المهدی من أولاد عبد المطلب).
وهی تنقسم إلی طائفتین أیضاً هما:
1- ما صرح فیها بأن المهدی من أولاد أبی طالب.
2- ما صرح فیها بأن المهدی من أولاد العباس.
وهنا نظراً لتکافؤ الاحتمالین وهما: احتمال حمل المطلق المتقدم (وهو ما تضمن أن المهدی من أولاد عبد المطلب)،
علی القسم الأول (وهو ما تضمن أن المهدی من أولاد أبی طالب)،.. واحتمال حمله علی القسم الثانی (وهو ما تضمن أن المهدی من أولاد العباس)،.. لا یستطاع تقییده بأحدهما إلا مع ثبوت المرجح.
وحیث قد ثبت أن الأحادیث التی تضمنت أن المهدی من أولاد العباس موضوعة – کما سیأتی بیانه مفصلاً فی البحث عن عوامل الغیبة الصغری – تبقی الأحادیث من القسم الأول (وهی التی تضمنت أن المهدی من أولاد أبی طالب) غیر معارضة، فیقید بها إطلاق ما قبلها، فیحمل علیها.. فتکون النتیجة: هی أن المهدی من أولاد أبی طالب.
وهی – أعنی الأحادیث المتضمنة أن المهدی من أولاد أبی طالب – تنقسم إلی طوائف أیضاً هی:
1- المهدی من آل محمد (صلی الله علیه وآله).
2- من العترة (علیهم السلام).
3- من أهل البیت (علیهم السلام).
4- من ذوی القربی (علیهم السلام).
5- من الذریة.
6- من أولاد علی (علیه السلام).
7- من أولاد فاطمة (علیها السلام).
والأخیرة – فی هذا السیاق – تقید ما قبلها فتحمل علیها.
وهی تنقسم إلی طائفتین هما:
أ – المهدی من أولاد الإمام الحسن (علیه السلام).
ب – المهدی من أولاد الإمام الحسین (علیه السلام).
وهنا نعود فنقول: نظراً لتکافؤ الاحتمالین (احتمال حمل المطلق علی القسم الأول، واحتمال حمله علی القسم الثانی)، لا یمکن حمل المطلق المتقدم علی أحدهما من غیر ومرجح.
ولما کانت الأحادیث المتضمنة أن المهدی من أولاد الحسن موضوعة، لما یشابه العوامل السیاسیة التی حملت بنی العباس علی وضع أحادیث المهدی من أولاد العباس، یحمل المطلق المتقدم علی القسم الثانی، فیقید بها.. فتکون النتیجة: المهدی من أولاد الإمام الحسین (علیه السلام).
ولا أقل من أن أحادیث القسم الأول لضعفها وقلتها، لا تقوی علی مناهضة أحادیث القسم الثانی لصحتها وکثرتها.
وتنقسم الطائفة الأخیرة منهما إلی طوائف هی:
1- المهدی من أولاد الإمام الصادق (علیه السلام).
2- من أولاد الإمام الرضا (علیه السلام).
3- من أولاد الإمام الحسن العسکری (علیه السلام)(2)
وشأن هذه الطوائف الأربع الأخیرة، فی حمل المطلق منها علی المقید، شأن ما تقدمها من طوائف.
النتیجة:
وفی النهایة تکون النتیجة الأخیرة هی:
المهدی المنتظر، هو: (ابن الإمام الحسن العسکری) علیهما السلام.
1) البیانات ص 161.
2) للوقوف علی متون الأحادیث فی جمیع هذه الطوائف یراجع: السید صدر الدین الصدر، (المهدی).. والمودودی، (البیانات).