جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

قول الشیعة فی غیبة الامام لایبطل معه الغرض من نصبه (الشبهة السادسة)

زمان مطالعه: 2 دقیقه

قالوا: «إنّ غیبة الإمام متى صحّت على الوجه الذی تزعمه فرقة الشیعة بطلت الحاجة إلیه، فیکون وجوده معها کعدمه فی دار الوجود؛ لأنّه لا تظهر له دعوة و لا تقوم له حجّة و لا یقیم حدّا و لا ینفذ حکما و لا یرشد أحدا و لا یأمر بمعروف و لا ینهى عن منکر و لا یهدی ضالّا و لا یجاهد کافرا، و مع انتفاء هذه الفوائد عنه لدى العیان تبطل الفائدة فی إمامته و الغرض من نصبه».

و جوابها: إنّ غیبة الإمام المنتظر علیه السّلام لا تضرّ فی الحاجة إلیه فی حفظ الشریعة و قوام الملّة، و إن کان یتراءى ذلک بادى‏ء بدء، إلّا أنّ التحقیق یخالفه و ینقضه. ألا ترى أنّ الدعوة إلیه یتولّاها شیعته و متابعوه، و تقوم لهم الحجّة فی ذلک على الآخرین، و لا یحتاج هو- روحی فداه- إلى تولّی ذلک بنفسه بالمباشرة؟ ولیت هذا القائل نظر إلى دعوة الأنبیاء علیهم السّلام؛ و منهم سیّدنا رسول الله صلّى الله علیه و آله و سلم، قبل أن یرسل هذا الحکم إرسالا و بدون رشد، لیرى کیف کانت تظهر بأتباعهم و المقرّین

بنبوّتهم علیهم السّلام، و ینقطع العذر بها من غیر حاجة بهم علیهم السّلام إلى أن یقطعوا الفیافی و القفار بالدعوة بأنفسهم، و هکذا کانت الدعوة إلیهم تقوم بأولئک التابعین لهم علیهم السّلام بعد وفاتهم، و تثبت الحجّة لهم فی نبوّتهم، و کذلک إقامة الحدود و تنفیذ الأحکام و درء الفساد، فإنّ المتولّی لمباشرتها هم أمراء الأئمّة علیهم السّلام و عمّالهم المنصوبون من قبلهم دون أشخاصهم و أعیانهم، و کما کان یتولّى ذلک أمراء الأنبیاء علیهم السّلام و ولاتهم دون أنفسهم، و کذلک القول فی الجهاد؛ ألا ترى أنّ ذلک کان یقوم به الولاة من قبل الأنبیاء علیهم السّلام و خلفائهم، و یستغنون بهم عن مباشرته بأنفسهم؟

و من کلّ أولئک تفقه أنّ الذی أحوجنا إلى وجود الإمام و المنع من انتفائه هو حفظ الشریعة و مراعاة الرعیّة کافّة فی أداء ما کلّفوا بأدائه؛ الأمر الذی لا یجوز أن یؤتمن علیه سواه من سائر الناس، فمتى وجد أنّ هناک من یقوم به بشکله الصحیح فهو فی سعة من الاختفاء، و متى وجدهم قد أجمعوا على ترکه و ضلّوا عن طریق الحقّ فی ما تکلّفوه من حمله و نقله، و لو بانضمامه إلیهم من حیث لا یعرفونه، ظهر لتولّی ذلک بنفسه، و لا یسعه حینئذ إهمال القیام به. و لهذا السبب نفسه حکم العقل بوجوب وجوده و عدم جواز موته؛ الأمر الذی یمنعه من رعایة الدّین و حفظه و تفقّده لأحوال من تمسّک به أو فارقه. و هذا هو الشی‏ء الذی یمتاز به الإمام عمّن سواه من رعیّته.