جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

وفاته‏

زمان مطالعه: 3 دقیقه

رَوَى الشَّیْخُ فِی الْغَیْبَةِ بِإِسْنَادِهِ أَنَّهُ: کَانَ أَبُو الْحَسَنِ عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّمُرِیُّ (قده) یَسْأَلُنَا کُلُّ قَرِیبٍ عَنْ خَبَرِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ فَنَقُولُ: قَدْ وَرَدَ الْکِتَابُ بِاسْتِقْلَالِهِ، حَتَّى کَانَ الْیَوْمُ الَّذِی قُبِضَ فِیهِ فَسَأَلَنَا عَنْهُ فَذَکَرْنَا لَهُ مِثْلَ ذَلِکَ، فَقَالَ: آجَرَکُمُ‏

اللَّهُ فِی عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ فَقَدْ قُبِضَ فِی هَذِهِ السَّاعَةِ، قَالُوا: فَأَثْبَتْنَا تَارِیخَ السَّاعَةِ وَ الْیَوْمِ وَ الشَّهْرِ، فَلَمَّا کَانَ بَعْدَ سَبْعَةَ عَشَرَ یَوْماً أَوْ ثَمَانِیَةَ عَشَرَ یَوْماً، وَرَدَ الْخَبَرُ أَنَّهُ قُبِضَ فِی تِلْکَ السَّاعَةِ الَّتِی ذَکَرَهَا الشَّیْخُ أَبُو الْحَسَنِ- قُدِّسَ سِرُّهُ-(1)

وَ مَا یُقَارِبُ هَذَا الْخَبَرَ

مَا نَقَلَهُ النَّجَاشِیُّ قَالَ: قَالَ جَمَاعَةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا:

سَمِعْتُ أَصْحَابَنَا یَقُولُونَ: کُنَّا عِنْدَ أَبِی الْحَسَنِ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ السَّمُرِیِّ رَحِمَهُ اللَّهُ، فَقَالَ:

رَحِمَ اللَّهُ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ (ابْنَ) بَابَوَیْهِ، فَقِیلَ لَهُ: هُوَ حَیٌّ، فَقَالَ: إِنَّهُ مَاتَ فِی یَوْمِنَا هَذَا، فَکَتَبَ الْیَوْمَ فَجَاءَ الْخَبَرُ بِأَنَّهُ مَاتَ فِیهِ(2)

و قد اتفقت کتب الرجال على أن وفاته: سنة 329 سنة تناثر النجوم(3)

إلّا أنّ الشیخ الطریحی ینقل عن الشیخ البهائی أن سنة وفاته هی 310 و ذلک عند ما دخل القرامطة- لعنهم اللّه- مکة أیام الموسم، و أخذوا الحجر الأسود و بقی عندهم عشرین سنة، و قتلوا خلقا کثیرا، و ممن قتلوا علی بن بابویه، و کان یطوف فما قطع طوافه فضربوه بالسیف فوقع الى الأرض و أنشد:

ترى المحبّین صرعى فی دیارهم

کفتیة الکهف لا یدرون کم لبثوا(4)

و الظاهر أن الشیخ البهائی قد أخذ هذا المعنى من کتاب «الإعلام بأعلام بیت اللّه الحرام» للقطب الحنفی الذی ألفه فی سنة 985 فی شرح دخول القرامطة، و قد ذکر فیه مقتل الحاجّ على أیدیهم و منهم ابن بابویه و استشهاده ببیت الشعر(5)

و هذا القول مما یخالف المشهور بتاریخ الوفاة، و محله، فالمتفق علیه أنّ قبره الشریف فی قم و له مزار معروف، یزوره المؤمنون، و یتبارک به الوافدون.

و لعلّ سبب الاشتباه فی محل و تاریخ وفاته الخلط بینه و بین رجل آخر اشتهر بالتصوف یسمى علی بن بابویه ایضا، من الذین انکر علیهم ابن الجوزی فی کتابه «تلبیس ابلیس»، و مما یرجّح کونه هو المقتول فی الحرم الشریف وجود طابع التصوف فیما أنشده عند قتله، راجع ما نقله المحقق القمی فی الکنى(6)

إضافة إلى أنّ خروج القرامطة کان فی سنة تناثر النجوم التی توفّی بها الصدوق الأول، لا فی سنة 310.

فَقَدْ رَوَى الشَّیْخُ عَنْ جَمَاعَةٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ مُوسَى بْنِ بَابَوَیْهِ، قَالَ:

حَدَّثَنِی جَمَاعَةٌ مِنْ أَهْلِ بَلَدِنَا الْمُقِیمِینَ (الْقُمِّیِّینَ- ظ) کَانُوا بِبَغْدَادَ فِی السَّنَةِ الَّتِی خَرَجَتِ الْقَرَامِطَةُ عَلَى الْحَاجِّ وَ هِیَ سَنَةُ تَنَاثُرِ الْکَوَاکِبِ أَنَّ وَالِدِی (رض) کَتَبَ إِلَى الشَّیْخِ أَبِی الْقَاسِمِ الْحُسَیْنِ بْنِ رُوحٍ- رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ- یَسْتَأْذِنُ فِی الْخُرُوجِ إِلَى الْحَجِّ، فَخَرَجَ فِی الْجَوَابِ: «لَا تَخْرُجْ فِی هَذِهِ السَّنَةِ» فَأَعَادَ وَ قَالَ: هُوَ نَذْرٌ وَاجِبٌ أَ فَیَجُوزُ لِی الْقُعُودُ عَنْهُ؟ فَخَرَجَ فِی الْجَوَابِ: «إِنْ کَانَ لَا بُدَّ فَکُنْ فِی الْقَافِلَةِ الْأَخِیرَةِ» فَکَانَ فِی الْقَافِلَةِ الْأَخِیرَةِ فَسَلِمَ بِنَفْسِهِ وَ قُتِلَ مَنْ تَقَدَّمَهُ فِی الْقَوَافِلِ(7)

و قد نقل الشیخ یوسف البحرانی تعلیلا لتسمیة تناثر النجوم و الکواکب بقوله: و ذکر بعض أصحابنا فی علة تسمیة تلک السنة بسنة تناثر النجوم، هو أنه رأى الناس فیها تساقط شهب کثیرة من السماء، و فسّر ذلک بموت العلماء، و قد کان ذلک فإنه مات فی تلک السنة جملة من العلماء، منهم الشیخ المذکور (الصدوق الأول)، و منهم الشیخ الکلینی …، و علی بن محمد السمری- آخر السفراء- و غیرهم(8)

کما ورد خبر تناثر النجوم فی کتاب (تاریخ أخبار البشر) الذی هو من مصنّفات اخواننا الجمهور، و قد ذکر وفاة جملة من العلماء و منهم السمری و الکلینی(9)

و أخیرا:

فسنة الوفاة 329 ه. ق، و قد دفن بجوار الحضرة الفاطمیة و لا زالت مهبطا للفیوضات السبحانیة فی بقعة کبیرة علیها قبة عالیة یزار و یتبرّک به(10)

فسلام علیه یوم ولد و یوم مات و یوم یبعث حیّا، و آخر دعوانا أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ.


1) غیبة الطوسی ص 243 س 9.

2) النجاشی ص 199.

3) المصدر السابق ص 199.

4) مجمع البحرین مادة قرمط ج 4 ص 267.

5) هامش مستدرک الوسائل ج 3 ص 529.

6) الکنى و الالقاب 1/ 213.

7) الغیبة للشیخ الطوسی ص 196 س 10.

8) لؤلؤة البحرین ص 384 س 5.

9) روضات الجنات للخوانساری ج 4 ص 278.

10) الکنى و الألقاب ص 213.