جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

الشیعة لم تخرج عن حکم العادة فی قولهم بامامة المنتظر (الشبهة الرابعة)

زمان مطالعه: 2 دقیقه

قالوا: «إنّ دعوى الشیعة فی غیبة إمامهم الثانی عشر خارجة عن حکم العادة فی اختفائه عن الناس طول المدّة التی‏ یدعونها لصاحبهم، و انسداد الطریق علیهم للوصول إلیه علیه السّلام، و لا یعرفون له مکانا، و لا یقفون له على خبر، و لا یعلمون مستقرّه، و لیس له أثر یمکنهم الاطّلاع به علیه؛ و العادة لم تجر لأحد من الناس بذلک، فإنّ المستتر خوفا على نفسه من ظالم أو لغیر ذلک من الأغراض المسوّغة للاختفاء، لا بدّ أن یکون لمدّة استتاره ترتیب معیّن معلوم، و لا یبلغ العشرین سنة، فضلا عمّا زاد علیها، کما لا یخفى مکانه على أحد مدّة استتاره؛ إذ لا بدّ أن یعرف ذلک بعض أهله و أولیائه، و إذا خرج قول الشیعة فی غیبة إمامهم عن حکم العادة المقرّرة لدى العقلاء جمعاء، کان قولهم هذا فی غایة البطلان».و جوابها: بربّک، قل لی: من هذا الذی

من الشیعة الذی قال إنّه لا یعلم لإمامه الثانی عشر مکانا و لا یعلم له مستقرّا، و لا یمکن الوقوف على خبره، و لا یعرفون أثره؟ و من هم الناقلون ذلک منهم؟ و فی أیّ کتاب هو مسطور؟ لیکون دلیلا على صدق هذا القائل فیما نسبه إلیهم. أجل، الله یعلم، و الشیعة کافّة یعلمون أنّ جماعة من أصحاب الإمام الحسن العسکری علیه السّلام قد شاهدوا الإمام المنتظر علیه السّلام فی حیاته، و کانوا من أصحابه و خاصّته بعد وفاته، و کانت الوسائط بینه علیه السّلام و بین شیعته و موالیه موجودة زمنا طویلا حال اختفائه، و کانوا ینقلون إلیهم معالم الدّین و أحکام الشریعة، و یخرجون إلیهم أجوبة مسائلهم التی کانت ترد علیه علیه السّلام منهم، و کانوا یقبضون له منهم‏ الحقوق المفروضة، و هم جماعة قد حکم الإمام الحسن بن علیّ العسکری علیه السّلام بعدالتهم فی حیاته، و اعتبرهم أمناء له علیه السّلام فی عصره، و جعل لهم النظارة على ممتلکاته و القیام بلوازمه و شؤنه، و هم أناس معروفون بأسمائهم و أنسابهم فی طبقات رجال الشیعة و أعیانهم، کأبی عمرو عثمان بن سعید السمّان، و ابنه أبی جعفر محمّد بن عثمان، و حسین بن روح، و علیّ السمری، و کبنی سعید، و بنی مهزیار بالأهواز من بلاد إیران، و بنی نوبخت فی بغداد، و جماعة من أهل قزوین و قم و غیرها من الأمصار الإسلامیّة، و هم مشهورون بذلک عند الشیعة و عند کثیر غیرهم من علماء أهل السنّة و حفّاظهم، و کان هؤلاء من أهل الصدق و الأمانة و العفّة و الدیانة و الفقه و الدرایة و العلم و النباهة، و کان السلطان فی عصرهم یعظّمهم و یقدّر محلّهم و یکرم مثواهم لأنّهم کانوا على ظاهر الأمانة و اشتهار العدالة؛ حتى أنّه کان یدفع عنهم ما کان یرفعه إلیه خصومهم من أمرهم ظنّا منه بحسن سریرتهم و اعتقاده ببطلان ما ینسب إلیهم؛ و ذلک لأنّهم کانوا مستترین فی حالهم و اعتقادهم إلى الغایة، و متکتّمین لجودة آرائهم و صواب تدبیرهم إلى النهایة، فما کان یظهر

منهم ما یوجب إهانتهم و الاستخفاف بحقوقهم. أمّا بعد موت هؤلاء الأخیار و الأمناء الأبرار فقد تواترت الأخبار عن الأئمّة الأطهار علیهم السّلام بأنّه لا بدّ للإمام المنتظر علیه السّلام من غیبتین؛ إحداهما أطول من الاخرى، یعرف خبره الخواصّ من شیعته فی‏ الغیبة القصوى، و لا یعرف العامّة له مستقرّا فی الکبرى إلّا من قام بخدمته- روحی فداه- من ثقات أولیائه، و الأخبار بذلک مستفیضة فی مؤلّفات الشیعة و غیرهم کثیر من حفّاظ أهل السنّة قبل أن یولد الإمام المنتظر علیه السّلام، و قبل أن یولد أبوه و جدّه علیه السّلام، و قد ألّف العلّامة النوری کتابا لمن رآه فی الغیبة الکبرى من الخواصّ سمّاه (الجنّة المأوى) و هو کتاب مشهور، و من أراد الوقوف علیه فلیراجع.