یُستفاد من الروایات الواردة بشأن کیفیة ولادته (علیه السلام)، أن والده الإمام الحسن العسکری ـ سلام الله علیه ـ أحاط الولادة بالکثیر من السریة والخفاء، فهی تذکر أن الإمام الحسن العسکری قد طلب من عمته السیدة حکیمة بنت الإمام الجواد أن تبقی فی داره لیلة الخامس عشر من شهر شعبان واخبرها بأنه سیُولد فیها إبنه وحجة الله فی أرضه، فسألته عن أمه فأخبرها أنها نرجس فذهبت إلیها وفحصتها فلم تجد فیها أثراً للحمل، فعادت للإمام واخبرته بذلک، فابتسم (علیه السلام) وبیّن لها أن مثلها مثل أم موسی (علیه السلام) التی لم یظهر حملها ولم یعلم به أحد الی وقت ولادتها لأن فرعون کان یتعقب أولاد بنی إسرائیل خشیة من ظهور موسی المبشر به فیذبح ابناءهم ویستحی نساءهم، وهذا
الأمر جری مع الإمام المهدی(علیه السلام) أیضاً لأن السلطات العباسیة کانت ترصد ولادته إذ قد تنبأت بذلک طائفة من الأحادیث الشریفة کما سنشیر لاحقاً.
ویُستفاد من نصوص الروایات أن وقت الولادة کان قبیل الفجر وواضح أنّ لهذا التوقیت أهمیة خاصة فی إخفاء الولادة؛ لأن عیون السلطة عادةً تغط فی نوم عمیق. کما یُستفاد من الروایات أنه لم یحضر الولادة سوی حکیمة التی لم تکن تعرف بتوقیتها بشکل دقیق أیضاً(1)
وتوجد روایة واحدة یرویها الشیخ الطوسی فی کتاب الغیبة تصرح باستقدام عجوز قابلة من جیران الإمام لمساعدة حکیمة فی التولید مع تشدید الوصیة علیها بکتمان الأمر وتحذیرها من إفشائه(2)
1) راجع الروایات التی جمعها السید البحرانی بشأن قصة الولادة من المصادر المعتبرة فی کتابه تبصرة الولی: 6 وما بعدها، وکذلک التلخیص الذی أجراه المیرزا النوری فی النجم الثاقب: 2/ 153 وما بعدها، وراجع غیبة الشیخ الطوسی الفصل الخاص باثبات ولادة صاحب الزمان (علیه السلام): 74 وما بعدها.
2) غیبة الشیخ الطوسی: 144.