أما فی الخطبة الثانیة التی یلقیها ـ عجل الله فرجه ـ بعد صلاة العشاء، فهو یحدد الأهداف العامة لثورته، وهی الأهداف التی یستنصر الناس لأجلها، والتی تمثل الوجه الآخر للثأر لمظلومیة أهل البیت ومدرستهم ومنهجهم(علیهم السلام)، فهو یحدد الهدف الأول والعام المتمثل باقامة التوحید الخالص الذی بُعث لأجله الأنبیاء ـ صلوات الله علیهم ـ واُنزلت معهم الکتب السماویة، وهو الهدف الذی یتجسد من خلال طاعة الله تبارک وتعالی وطاعة رسوله(صلی الله علیه وآله) ومن خلال إحیاء ما أحیا القرآن، وإحیاء سنة رسول الله(صلی الله علیه وآله)، وإماتة ما أماته القرآن وهو الباطل والبدع والشرک وسائر العبودیات الزائفة. فدعوته هی دعوة الی الله عز وجل وتوحیده والی رسول الله(صلی الله علیه وآله)والعمل بسنته الموصلة الی الله.
وعلیه یتضح أن استنصاره للثأر لمظلومیة أهل بیت النبوة تعنی الدعوة الی المعونة علی الهدف والمؤازرة علی التقوی.