یقول(علیه السلام) فی رسالته الثانیة للشیخ المفید وهی من الرسائل التی صدرت عنه فی غیبته الکبری: «… فلتکُنْ حرسَکَ اللهُ بعینهِ الّتی لا تنامُ أن تُقابل لذلکَ فتنةً تسبلُّ نُفُوسَ قوم حرثتْ باطلاً لاسترهاب المُبطلینَ ویبتهجُ لدمارها المُؤمنُونَ، ویحزنُ
لذلکَ الُمجرمُونَ، وآیةُ حرکَتِنا من هذهِ اللَّوثَة حادِثَةٌ بالحرَمِ المُعظَّم من رَجس مُنافق مُذمّم، مُستحلٍّ للدَّمِ الُمحرَّمِ، یعمدُ بکیدهِ أهل الإیمان ولا یبلُغُ بذلک غرضهُ من الظُّلمِ لهم والعُدوانِ، لأننا مِنْ ورَاءِ حفظِهمْ بالدُّعاءِ الَّذی لا یُحجبُ عن مَلِکِ الأرضِ والسَّماء، فلتطمئِنَّ بذلِکَ مِنْ أولِیائنا القُلُوبُ، ولْیَثَّقُوا بِالکفایَةِ منهُ، وإنْ راعتهُمْ بهمُ الخُطُوبُ، والعاقبةُ بجمیلِ صُنعِ اللهِ سُبحانَهُ تکُون حمیدةً لهُمْ ما اجتنبُوا المنْهیَّ عنهُ مِنَ الذُّنُوبِ.
ونحنُ نعهدُ إلیک أیُّها الولیُّ المخلصُ المجاهدُ فینا الظَّالمین أیَّدَکَ الله بنصرهِ الّذی أیَّدَ به السَّلَفَ من أولیائِنا الصَّالحینَ، أ نَّهُ مَنِ اتَّقَی ربَّهُ من إخوانِکَ فی الدِّین وأخرجَ ممّا علَیهِ إلی مُستحقِّیهِ، کانَ آمناً مِنَ الفتنةِ المُبطلَةِ، ومِحَنِها المُظلمةِ الْمُضِلَّةِ ومَنْ بَخلَ مِنهُم بما أعارهُ اللهُ منْ نعمِتهِ علَی مَنْ أمرَهُ بصلَتِهِ، فإنَّه یکُونُ خاسراً بذلِکَ لاُولاَهُ وآخرَتِهِ، ولو أنَّ أشیاعَنَا وَفَّقَهُمُ الله لِطاعَتهِ علَی اجتِماع منَ القُلُوبِ فِی الوَفاءِ بِالعهدِ علَیهمْ لَمَا تأخَّرَ عنْهُمُ الُیمْنُ بلقائنا…»(1)
1) احتجاج الطبرسی: 2 / 498.